فى غابر العصور المترامية في التاريخ كانت الحرب وسيلة تتخذها الأقوام القوية لفرض إرادتها على الأقوام الضعيفة ، وهو ما يُعبر عنه بشريعة الغاب ؛ فهى وسيلة لدعم المطالب أو الحقوق المدَّعاة. حيث كانت البشرية في فجر حياتها الحضارية فقيرة بالمثل العليا والمبادئ الأخلاقية والحقوق الوضعية التى تكفل حفظ النظام وتسوية العلاقات البشرية في المجتمع , وتحول دون استعباد الانسان لأخيه الإنسان. وتحت تأثير عوامل فكرية وروابط اجتماعية و ردود فعل قومية قامت الشعوب المغلوبة على أمرها تُلبى نداء الحرية المدوًى في كل مكان بأن الناس ولدوا أحراراً ويجب أن يعيشوا أحراراً كما خلقهم الله. ودفع ذلك الشعوب الى القيام بحركات قومية تدعو في إطارها الشعوب الى تحقيق ذاتها وتقرير مصيرها بنفسها ؛ دون ضغط أو اكراه أو تدخل أجنبى أياً كان نوعه. وإزاء ذلك يعتبر حق تقرير المصير أداة الشعوب وسندها القانونى في كفاحها المرير من أجل الحصول على استقلالها وتقرير مصيرها ، وقد حصلت بموجبه معظم دول العالم على تحريرها واستقلالها ، وما زالت تتشبث به تلك الشعوب التى لم تنل استقلالها بعد ولم تحظ بتقرير مصيرها. ولقد أولت الصكوك والمواثيق الدولية أهمية بالغة فى التأكيد على حق تقرير المصير ؛ فنجده مكتوباً عندنا في ميثاق الأمم المتحدة ، وفى قرارات عديدة صدرت عن أجهزتها المختلفة وفى اتفاقيات متعددة صدرت في ظلها.