لقد كان الاهتمام بالفرد وحمايته مما قد يتعرض له من أضرار أثناء وبسبب النزاعات المسلحة وحماية حقوقه وحرياته المختلفة هو السبب في ظهور قواعد القانون الدولي الإنساني، ذلك الفرع الوليد للقانون الدولي العام والذي يقوم على المزج بين نوعين متناقضين من القواعد، القواعد القانونية الممثلة في قواعد حماية حقوق الإنسان، والنوع الثاني هو القواعد الأخلاقية والتي تعتمد على حماية الفرد كإنسان مما قد يتعرض له وقت السلم ووقت الحرب في آن واحد.
ولقد كانت النواة الأولى للاهتمام بحقوق الإنسان ممثلة في اتفاقيات لاهاي لعام 1899، 1907، وهي الاتفاقيات الأولى التي وضعت قواعد الاهتمام بالفرد كإنسان سواء في وقت السلم أو أثناء النزاعات المسلحة، ومن الجدير بالذكر أن قانون لاهاي لا تشمل فقط القواعد التي اشتملت عليها اتفاقيات لاهاي، بل شمل هذا القانون عدد أكثر من القواعد بعيدًا تمامًا عن اتفاقيات لاهاي كإعلان سان بترنبورج لعام 1868 والذي يعد أول اتفاق يحظر استخدام الرصاص المتفجر، واتفاق عام 1925 والذي حظر ولأول مرة استخدام الغازات السامة والخانقة وغيرها من الغازات الضارة والأسلحة الجرثومية، أيضاً قانون جنيف والذي تكون من القواعد القانونية التي تضمنتها اتفاقيات جنيف لعام 1949، وهو القانون الوحيد الذي تضمن قواعد لحماية المدنيين غير المشاركين في العمليات العسكرية، وكذلك العسكريين الذين أعيتهم الحرب وأصبحوا عاجزين عن حمل السلاح والمشاركة في أعمال القتال.
هذا ويقصد بالقانون الدولي الإنساني: ذلك الفرع الوليد للقانون الدولي العام والذي يوفر الحماية المطلوبة للمدنيين غير المشاركين في العمليات العسكرية وأفراد الجيوش الذين أصبحوا عاجزين عن حمل السلاح فهؤلاء جميعاً يحتاجون إلى حماية ورعاية خاصة بسبب ضعفهم وعدم مشاركتهم في العمليات العسكرية وعجزهم تماماً عن حمل السلاح والانخراط في صفوف المقاتلين مرة أخرى.