تعتبر الفنون التراثية جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المجتمعات، حيث تعكس تاريخها، معتقداتها، وعاداتها، مما يجعلها محور اهتمام الكثير من الباحثين والفنانين.
وعلى وجه الخصوص تحظى المباخر التراثية بمكانة خاصة في الفنون التقليدية، إذ تُستخدم لتعطير الأجواء في المنازل، المساجد، إلى جانب كونها قطعًا فنية تجمع بين الجمال الوظيفي والقيمة الثقافية. من هذا المنطلق، تبرز أهمية دراسة تصاميم طالبات التربية الفنية للأشكال الخزفية من خلال المباخر التراثية، حيث تمثل هذه الدراسة جسرًا بين الحاضر والماضي، وتتيح للطالبات فرصة لاستكشاف والتعبير عن هويتهن الثقافية والفنية.
تتركز هذه الدراسة على تحليل تصاميم المباخر التراثية التي ابتكرتها طالبات التربية الفنية، متناولة الجوانب الفنية والتقنية التي تبنوها في أعمالهن. تسعى الدراسة إلى فهم كيفية استخدام الطالبات للمواد والتقنيات الخزفية لإعادة إحياء المباخر التقليدية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الابتكارات والإبداعات الشخصية التي أدخلوها على هذه التصاميم. كما تهدف إلى استكشاف مدى تأثير التراث الثقافي على العملية الإبداعية للطالبات، وكيفية دمجهن للمعرفة الأكاديمية مع التجارب العملية في تصميم الخزف.
وفي إطار هذه الدراسة، سيتم استعراض مجموعة من الأعمال الفنية التي نفذتها الطالبات التربية الفنية في مقرر خزف (2)، وتحليل كيفية استخدامهن للخزف كوسيط في تجسيد الأشكال التقليدية للمباخر. سيتم أيضاً دراسة طريقة التشكيل المستخدمة و الأدوات والعناصر الزخرفية المستمدة من التراث. كما سيتم تسليط الضوء على التحديات التي واجهتها الطالبات في إعادة تصميم المباخر التراثية باستخدام التقنيات الحديثة، وكيفية التغلب عليها من خلال التوجيه الأكاديمي والتجريب المستمر.
و تهدف هذه الدراسة إلى تقديم رؤية شاملة حول أهمية دمج التراث الثقافي في العملية التعليمية لمقرر التربية الفنية