لم يكن فن البوب ابداً نتاج الصدفة بل كان نتاجاً لفنون وحقبات فنية مختلفة أثرت ومهدت لظهوره ونسجت الخيوط الأولى التى تجمعت وتشابكت فكان فن البوب، فن يرتبط بالجماهير حيث يتعامل مع المحبب والمألوف والمتداول من العناصر والأشكال والموضوعات فى واقعنا الاجتماعي وحياتنا العامة ويوظف بقايا الخامات والمستهلكات وأوراق الصحف والمجلات والأشكال الجاهزة فى مجال التصوير للتعبير عن هذا الواقع.
ويعد البوب ظاهرة فنية ونهج ابداعي بدأ فى مرحلة زمنية معينة وهى المرحلة التى تلت الحرب العالمية الثانية ـ لكى تصوغ العلاقة المتكملة بين الوجود والوعي والحاجة الملحة لدراسة وتحليل الواقع الاجتماعي، وبالرغم من إصرار فناني البوب على استخدام الشكل المصور إلا أنه لم يكن أحياء لنظرة مختلفة للفن، فقد كانوا على اتصال بالتطورات المعاصرة وقد كان هذا الاتصال المدروس بدقة من خلال مدلولتهم عن دراسة التعليقات الشخصية بدقة حيث اتخذوا من هذا المضمون سبلاً لإنتاج صورهم المستعارة، ومن ثم يمكن عن طريق توظيف بعض الأساليب الأدائية والتقنية المختلفة فى فن البوب الوصول إلى منطلقات فكرية جديدة تمثل لطالبات التربية الفنية اتجاهاً جديداً فى مجالي التصوير والأشغال الفنية.
يتناول هذا البحث فن البوب كمجال فني يتناول الواقع كمثير محسوس يدفع إلى نمط خاص من السلوك الابتكاري محققاً قيما فنية وتعبيرية ذاتية من خلال التعبير عن الحياة الاجتماعية والمكونات الشخصية لأفرادها مما يكون له تأثير مباشر على الفنان المبدع وعلى طلاب الفن بهدف إثراء التجريب فى التعبير الفنى لمجالي التصوير والأشغال الفنية.