إن العلاقة بين الإعلان وثقافة وقيم المجتمع علاقة مرکبة وليست علاقة خطية بسيطة کعلاقة السبب بالنتيجة، فکما
تؤثر ثقافة وقيم المجتمع فى الإعلان، فإن الإعلانات بدورها تؤثر فى البيئة الثقافية للمجتمع، ونظرا لکثرة وتنوع
المنتجات فإنه يجب أن يتم تمييز کل منتج عن الأخر بصورة ذهنية تتمثل فى المعنى الإجتماعى فى تفاعله مع المجتمع،
وقد سعى البحث فى الاجابه على التساؤل: إلى أى مدى يساهم الاعلان التليفزيوني في دعم القيم المجتمعية للجمهور
. المصري في الفترة ما بين ٢٠٢٠ إلى ٢٠٢٢
يعد الإعلان نمط من أنماط الإتصال التنموي، وأداة لتحقيق التغير المطلوب بما يتفق مع طبيعة المرحلة التي تمر بها
المجتمعات. فالإعلان لايسعى إلى تحقيق مخرجات مادية أو تجارية بقدر ما يسعى إلى تحقيق التغير الإيجابي، ولم تعد
فاعلية الإعلان تقاس بمدى مايحققه من تغيير في معدلات الشراء أو المبيعات أو إقناع المتلقيين بشراء السلع أو الخدمات
المعلن عنها فقط ، وإنما بقدرته على التأثير عليه وما يحققه من تغيير على مستوى الإتجاهات والسلوك من خلال
تعزيز الأفكار الثقافية والقيم الإنسانية. وقد انعكس ذلك على تصميم الإعلان الذي ركز على رفع الروح المعنوية
وتحفيز القيم الإيجابية والدعوة إلى التفاؤل والمشاركة، مما يؤكد على دور الإعلان في تدعيم القيم الإنسانية الموجودة
داخل المجتمع، حيث تعد القيم عنصرا رئيسيا في تشكيل ثقافة المجتمع، فالقيم هي المثاليات العليا للفرد وللمجتمع ،
وتتغير القيم مع تطور المجتمعات وهذا التغير له تطبيقاته المهمة في استراتيجيات الإعلان، مما يؤثر بوضوح في تصميم
الرسالة الإعلانية حتى يتم توصيل المعاني للأفكارالمطلوب توصيلها للمتلقي. فإن تأثير القيم الإنسانية يعتمد على
الربط بين المنتجات ومشاعر وسلوك المتلقي والدوافع المختلفة المكتسبة والتي يكتسبها الفرد لإشباع إحتياجاته سواء
المادية (الطعام والملبس والأمان والمأوى)، والإحتياجات الإجتماعية (الإنتماء والمحبة)، والإحتياجات الفردية (المعرفة
والتعبير عن الذات) والتي ترتبط بالإتجاهات والعواطف (كالإنتماء للأسرة أو الوطن). فقد أصبح المتلقي يتعرض لأفكار
وأساليب إعلانية جديدة لتغيير إتجاهاته وبث قيم وعادات مرتبطة بهوية مجتمعاتنا العربية والمصرية. فيعمل الإعلان
على إثارة مجموعة من الإستجابات العاطفية لجذب إنتباه المتلقي، حيث يقوم على تضمين القيم الإنسانية المؤثرة في
المتلقي والتأثير على سلوكه من خلال التأثير على مشاعره كالفرحة والحب والسعادة حيث تؤثر العاطفة في طريقة
التعامل مع المنتجات والخدمات المعلن عنها، وإشباع أعلى درجات الحاجات الإنسانية وهي التعبير عن الذات، وذلك
من خلال إنشاء منتج يرتبط بنتائج أفعال المتلقي في المجتمع وحقه في التعبير عن ذاته وارائه ومعتقداته بحرية و
تدعيم القيم الإنسانية المرتبطة بحياته ومجتمعه باعتبارها قيم جاذبة للمنتج أو الخدمة المعلن عنها