إن الواقع المعاش دائم التغير والتشكل تبعاً لمقتضيات اللحظة ومعها يتغير الإنسان في سلوكه وعقله وقياسه وثقافته
الأمور في سبيل التكيف مع معطيات المكنان والزمان، ويبقى الثابت الأوحد في ذلك هو الهوية التي تعبر عن ماهية
الفرد ومحيطه وحقيقته المعبر عنها ومنها تتحد الصفة بالموصوف في تشخص متفرد. ١
الهوية بالنسبة للإنسان هي ما يميزه عن غيره في جوهره، ويكسبه الشعور بالتمايز عن الآخر والتفرد، فيجعله يحدد
الصورة يحملها في نفسه عن نفسه، وكذلك هي الشعور بالتمايز أنا لست الآخر، وهذا ما اكده العديد من المفكرين
حينما عدو الهوية منظومة متكاملة من المعطيات المادية والنفسية والمعنوية والاجتماعية تنطوي على نسق من
عمليات التكامل المعرفي، وتتميز بوحدتها التي تتجسد في الروح الداخلية، وهي تنطوي على خاصية الاحساس بالهوية
والشعور بها.