إن دراسة الفنون قامت على الارتباط بالطبيعة والجمال والتناسق منذ وجود الإنسان على ظهر الأرض، وبالتالي ارتبطت بالنظريات العلمية المتنوعة، وأن كل الموجودات مرتبة وفق نظام كوني، وأن جوهر الحقيقة العلمية مرتبط بالنظم، فإن بناء الأشكال وجمالها قائم علي أسس جمالية. وانطلاقا من أهمية التكامل بين الفنون التشكيلية والمعارف وما تشمله من نظريات وقوانين بمختلف أنواعها وارتباط ذلك بالتعلم والمعارف التي ينبغي أن تكون متصلة ولا ينبغي الاتجاه نحو فصلها وتبويبها. لذا فإن هذه الدراسة تقوم على العلاقة بين الفنون والنظريات العلمية من خلال بنائية وجماليات التشكل الجيني، والاستلهام منها في ابتكار مشغولات معدنية معاصرة ولقد جذبت الطبيعة بكل عناصرها وأنظمتها البنائية الفنان إلى تجسيد أعماله على أسس تؤكد العلاقة بين الطبيعة والفن وعملية التواصل بين الطبيعة شيء ضروري للفنان باعتبارها المصدر الذي يتقن عناصر استلهامه ويكون فنه نتاجا لامتزاج بين عناصر الطبيعة وأفكاره ويعكس العمل الفني حس الفنان المتأثر بكل ما في الطبيعة من أشكال وعناصر مرئية وغير مرئية يصيغها على أساس ونظم بنائية ناتجة عن الطبيعة، ويختلف مفهوم الطبيعة لدى الفنان من عصر إلى عصر حيث كان مفهوم الطبيعة مرتبطا بما تراه العين المجردة أو تدركه الحواس من مظاهر الطبيعة المختلفة.