على الرغم من التحول الكبير الذي طرأ على استخدام البحث النوعي في مجال البحث التربوي، إلا أن المؤسسات الأكاديمية لا تزال بعيدة عن تطبيقات هذه البحوث، رغم ثبات نجاح نتائجها وفعاليتها في تطوير هذا المجال، خاصة في ظل سيطرة البحث الكمي على مجمل أنشطة البحث التربوي، التي أضحت معه استخدامات البحث النوعي وتطبيقاته ضعيفة في البحوث التربوية، وما زالت تعاني التشتت وعدم إثبات هويتها وأحقيتها بالتطبيق، يوصفها واعتبارها منهجاً بحثياً من مناهج البحث التربوي، أما تدريسها في الجامعات فمحدود إن لم يكن منعدماً. وربما يرجع ذلك إلى ضعف الاهتمام به بوصفه أحد المناهج البحثية، سواء من ناحية عرضه نظرياً، أو تطبيقه ميدانياً. وقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي الذي يعتمد على جمع البيانات وتبويبها وتحليلها والربط بين مدلولاتها، من أجل تفسيرها والوصول إلى استنتاجات عامة، تسهم في تحسين الواقع وتطويره. واستهدف البحث الحالي التعرف على معالم الرؤية البحثية التجديدية الهادفة التي تتبنى استخدام البحث النوعي في معالجة بعض جوانب أزمة البحث التربوي وفلسفتها وركائزها، وأهم الصعوبات التي تواجه تطبيق منهجية البحث النوعي في مجال البحث التربوي، والأسس الفلسفية والفكرية للبحث النوعي في هذا المجال، وأهم منهجيات البحوث النوعية وإجراءاتها ومعايير تقييم هذه البحوث، وأهم ما توصل إليه البحث الحالي: أهمية استخدام البحث النوعي كرؤية بحثية تجديدية في معالجة بعض جوانب أزمة البحث التربوي.