التنمية أيا كان نوعها أو مجالها اقتصاديًا أو اجتماعيا أو ثقافيا تعد مسؤولية جماعية يشارك فيها كل فرد أياً كان موقعه في المجتمع؛ وعلى ذلك تعد المبادرات المجتمعية الحكومية نموذج فعال لتحقيق التنمية بالمشاركة فالمبادرات المحلية تعمل على تدعيم الثقة بين شركاء التنمية وبخاصة بين ممثلي القطاع الحكومي والمجتمع المحلي في مرحلة تحتاج فيه الأجهزة الحكومية إلى استعادة ثقة المواطن والمجتمعات المحلية في دورها التنموي، كما تساعد المبادرات المحلية منظمات المجتمع المدني في دعم أدوار الوساطة بين الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية وتحفيز المشاركة القائمة على التعاون المشترك فى المشروعات التنموية، بالإضافة إلى تخفيف الأعباء عن الحكومة من خلال الاستثمار الأمثل للموارد المحلية كما إنها تزيد من الوعي الاجتماعي لدى المواطنين؛ وعلى ذلك تعتبر المبادرات المحلية في الوقت الراهن أهم نماذج التنمية بالمشاركة فهي تعبر عن إحساس المواطنين بمشاكلهم والعمل على إشراكهم في تنفيذ خطط وبرامج تنموية مما يجعلهم أكثر حرصاً على الحفاظ على نتائج المشروعات التي شاركوا فيها، كما تهدف المبادرات المحلية الى دعم المجتمعات المحلية للقيام بدور قيادي وتعزيز قدراتها في عمليات التنمية وتشجيع الحكومات على إقامة تعاون فعال مع المجتمع المدني وغيره من أصحاب القرار والتنسيق بين قطاعات المجتمع وحشد الجهود وموارد المجتمع المحلي في اتجاه واحد نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تعزيز الوعي لدى الجمهور وجعلهم شركاء مسئولين في المجتمع.