تعتبر التنمية إحدى التحديات التي تؤرق دول العالم المتقدم والنامي على السواء؛ ولذا لاقت اهتمامًا واسعًا من بلدان الشمال والجنوب، لا سيما عقب الحرب العالمية الثانية، وإن كان ذلك يبدو أكثر وضوحًا في البلدان النامية، نظرًا لدأبها غداة حصولها على الاستقلال لتحسين نوعية حياة مواطنيها وتوفير العيش الكريم لهم، منطلقة في تحقيق أهدافها التنموية من إيمانها بأن الإنسان هو صانع التنمية ووسيلتها والمستفيد من عوائدها. ورغم الجهود المضنية التي تبذلها الدول والحكومات لتحقيق التنمية المنشودة وتوفير حياة كريمة لقاطنيها؛ إلا أن الفواجع الصحية وما يصاحبها من آثار وخيمة على شتى مناشط الحياة تعد إحدى العراقيل التي تودي بجهود التنمية في مهب الريح، وتلقى بآثارها السلبية على كافة فئات المجتمع، وتجعلهم فريسة للوقوع في براثن الفقر والجهل والمرض.