إن التزام إيران بالقيم الثورية الأساسية المتمثلة في "العدالة" و "المقاومة" وزراعة الشبكات الشيعية بمثابة خيط مستمر في سياستها الخارجية منذ الثورة، على الرغم من أن الدبلوماسية رفيعة المستوى المتعلقة بإيران غالبًا ما يتم التعبير عنها من حيث الرئيس المنتخب وتوقعات السياسة الخارجية الخاصة بهم .
إن قدرة إيران على الاستفادة من روابطها العابرة للحدود مع المجتمعات الشيعية قد ساعدتها التطورات الإقليمية ، وعلى الأخص الإطاحة بصدام حسين ووصول حكومة صديقة في العراق إلى السلطة.
إن موقع إيران كمدينة شيعية يمنحها القدرة على الاستفادة من شبكاتها الدينية العابرة للحدود عندما تخدم مصالحها الوطنية، وكان هذا هو الحال منذ فترة طويلة في رعايتها لحزب الله ، وكذلك في التبرير الديني الذي شوهد في نقل القتال إلى داعش في سوريا والعراق، إذ ترى إيران نفسها ، وبالتالي المجتمعات الشيعية التي تربطها بها علاقات ، ضحية للطائفية في المنطقة.
هذا وقد ربطت الجمهورية الإسلامية هذه المعركة بسردها عن المقاومة منذ فترة طويلة ، وبالتالي شنّت "حربها على الإرهاب" في مواجهة التهديد "التكفيري" السني .
وعلى المستوى الاقتصادي ، مع انتهاء القتال في معظم أنحاء سوريا ، يتنافس الداعمان الرئيسيان للرئيس بشار الأسد ، إيران وروسيا ، على النفوذ وغنائم الحرب ، إذ قام كلا البلدين بترويج لغتيهما ، الفارسية والروسية ، للتدريس في المدارس السورية، ووقع كلاهما عقودًا لبناء مطاحن وسط نقص حاد في الخبز، وكلاهما يبني محطات طاقة، و يتنافسا على عقود استخراج النفط وتعدين الفوسفات وبناء موانئ بقيمة ملايين الدولارات .