ترتبط إدارة وسائل الإعلام لقضايا الحريات بعدد من الإشكاليات، منها أيديولوجية القائمين على الوسيلة وثقافتهم، ودرجة الحرية الممنوحة لهم في سياق أنظمة سياسية تحث على حرية التعبير أو تقيدها. ومع التطور التكنولوجي وبزوغ فضاءات الويب الرقمية المتعددة، تحول الحديث عن قضايا الحريات بصورة أوسع من وسائل الإعلام التقليدية إلى المنصات الإعلامية الرقمية، ومن المجالات العامة الصغرى إلى الكبرى Micro & Macro Public Sphere ليصبح العالم، مؤسسات وأفرادًا، تبعًا للكثير من الباحثين، قادرًا على التعبير بحرية في القضايا المختلفة ومن دون قيود في فضاء عام متاح للجميع من دون تمييز.
وفي إطار مضامين وسائل الإعلام التقليدية، تركز الدراسة على الإنتاج الدرامي التليفزيوني ومعالجته للكثير من القضايا المجتمعية، ومنها قضايا الحريات السياسية والاجتماعية والدينية بخاصة. ففي هذا السياق، ترتبط عادات مشاهدة الأشخاص للتليفزيون والقضايا المتناولة فيه بتجاربهم السابقة في استهلاك الوسائط الإعلامي (Boone, Gordon-Lasen, Adair & Popkin 2007)، وأيضًا بتعدد أسباب مشاهدتهم له؛ حيث يشاهد الأفراد التليفزيون لأنهم يستمتعون به، في حين قد يشاهدونه في وقت آخر للتخفيف من مشاعرهم السلبية وتجاوزها (Depp, Schkade, Thompson & Jeste 2010).