الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيد الداعين إلى
الله على بصيرة إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن اهتدى
بهديهم وسار على نهجهم واتبع سنتهم إلى يوم الدين وبعد:
فمع انطلاق موجات تظاهر عارمة في عدد من البلدان العربية اتسمت في
مجملها بالسلمية مطالبة بإسقاط حكام عأثوا في الأرض فسادا ويددوا خيرات
شعوبهم، انطلقت موجات موازية من الفتاوي ما بين مببح ومحرم، وجمع غالبها
رغم الاختلاف النظرة المبقة وعدم الحياد متأثرين بتوجهاتهم وميولهم، بل وأثرت
في بعضهم نتائج الثورات، فأحدهم يبيح بعد أن كان يحرم، وآخر يحرم تظاهرة
ويبيح أخرى.
ووسط هذا الخضم من الفتاوى التي لا يستند معظمها إلى دراسة فقهية متأنية وقع
الذاس حيرى أسئلة عدة: هل التظاهر السلمي مباح أم محرم؟ وإذا كان مباحا ما
هي ضوابطه؟ وهل قتلى التظاهرات شهداء أم عصاة بخروجهم؟
ولما كانت الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها تتوقف على الحكم على التظاهر
السلمي في أصله وجدت لزاما علي أن أفرد له بحثا أتناول فيه أنواعه وحكم كل
نوع في دراسة فقهية مقارنة أجاهد نفسي أن أجنب حكمي هواها أعرض فيه أراء
الفقهاء المعاصرين مرجحا ما أراه صوابا في ضوء الأدلة والمناقشات.