تشكل الطاقة ومواردها العصب الرئيس للتنمية الصناعية خاصة، والتنمية البشرية
عامة. هذه الحقيقة التي أدركها الإنسان عبر مراحل تطوره المختلفة ازدلا إدراكه
وإيمانه بها في العقود بل وربما في السنوات- القليلة الماضية، نظرا للتطورات
العلمية والتكنولوجية الهائلة التي تواكبت مع ما أصبح يطلق عليه "بالثورة
التكنولوجية" التي امتدت آثارها لمجالات وأنشطة عديدة، لم يعد في إمكان البشرية
الاستغناء عنها.
وتشير التقديرات الحديثة إلى تضاعف كل من الطلب المحلي والعالمي علـى
-ملفة وتعزي هذه الزيادة الكبيرة في حجم الطلب عمليا
مصادر الطاقة، بصوره
لتفاعل وتضافر مجموعة من الأسباب، يأتي في مقدمتها: الزيادة المطردة في
أعداد السكان، الزيادة الكبيرة التي طرأت على حجم ومعدلات الإنتاج، الزيادة
الملموسة في رفاهية الإنسان المعاصر .. الخ
غير أن هذا التوسع الضخم في الطلب على مصادر الطاقة يواجه في الواقع بقيدين
لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر، أما القيد الثاني: فهو اعتماد الإنسان حتى الآن
في توليد القدر الأكبر من احتياجاته من الطاقة على الموارد الاحفورية التي مألها
للنفاذ مهما بلغ حجم المتاح منها، حيث تشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية
(IEA) (2008) إلى حجم الاحتياطي من الغاز والبترول يكفي للوفاء بمعدلات
الطلب الحالية والمتوقعة خلال الأربعين عاما القادمة فقط،