تعتبر استراتيجيات التدريس الذكية أحد أبرز التوجهات البحثية الحديثة في مجال المناهج وطرق التدريس، والتي تعتمد على دمج التكنولوجيا في التعليم، وساهمت في نقل استراتيجيات التدريس نقلة نوعية كبيرة، وذلك لمواجهة تحديات العصر ومتطلباته المتغيرة بشكل مستمر، وعليه ركزت الورقة الحالية على ماهية هذه الاستراتيجيات وبعض أنواعها مثل: استراتيجية التعلم المعكوس؛ والتي ساهمت في قلب دور المدرسة والمنزل حيث يتعلم الطلاب المحتوى في المنزل باستخدام الأدوات التكنولوجية، بينما يتفرغ الطلاب في الحصة المدرسية إلى القيام بالأنشطة وممارسة التدريبات على ما تعلموه، واستراتيجية التعلم المصغر؛ والتي تقدم المحتوى التدريبي في شكل كبسولات تعليمية وأجزاء وكائنات صغيرة يفصلها أنشطة وتدريبات على هذه الأجزاء، مما يسهم في اتقان الطلاب للمحتوى بشكل مميز، وهو ما يجعلها تتوافق مع قدرات الطلاب وفترات تركيزهم وانتباههم، مما يكون له الأثر الكبير على تحصيلهم الدراسي.
وأصبحت الاستراتيجيات التقليدية تعاني حاليـاً مـن مشـكلات كبيـرة مثـل الملل وعدم القدرة على الإيفاء بالأغراض المرجوة منها، كما نال موضوع الفروق الفردية بين المتعلمين اهتمام التربويين، فقد أكدت الاتجاهات التربوية المعاصرة إلى ضرورة توفير فرص تربوية متكافئة لجميع المتعلمين، واتجاه التفاعل بين الاستعداد والمعالجة من أقوى الاتجاهات في معالجة الفروق الفردية بين المتعلمين، وذلك من خلال التوصل إلى طرق تعليم تتوافق مع قدرات المتعلم، واستعداداته، وأسلوبه في تلقي المعلومة.