ترجع العلاقات الصينية بشبه الجزيرة العربية إلى قبل الميلاد، وارتبطت معها بعلاقات تجارية مهمة وكان أحد روافدها طريق الحرير البحري والذي كان يصل إلى مدن الساحل العربي مرورًا بالبحر الأحمر. خلال عصر أسرة هان بدأ الطموح الصيني للانفتاح على أقاليم غرب أسيا؛ وأرسل البلاط الصيني رحلتين متتالتين: أولاها كان بقيادة تشانغ تشيان عام 138 ق.م، والثانية كانت عام عام 97م بقيادة غان يينغ. شهد عصر أسرة تانغ البداية القوية لإقامة علاقات مع الدولة العربية، وشهد عصر الخليفة عثمان بن عفان أول سفارة عربية إلى تشانغآن، عاصمة أسرة تانغ. في منتصف القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، أسر العباسيون ما يقرب من عشرين ألف صيني، بعد هزيمة أسرة تانغ في موقعة نهر الطلاس عام 134ھ/751م، وقام الأسرى بتعليم العرب فنون صناعة الورق والرسم زنسيج الحرير، وكان من بين الأسرى دو هوان، أحد القادة العسكريين، والذي ظل في الأسر لمدة عشرين عامًا، وفي أعقاب عودته إلى الصين كتب مشاهداته عن بلاد العرب. أما في عصر أسرة مينغ، فقد وصل الصينيون إلى شبه الجزيرة العربية مرتين عامي 1414م و 1433م، زاروا خلالها عدن وظفار وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. تسعى الدراسة إلى تتبع النصوص الخاصة بالرحلات الصينية إلى بلاد العرب في ضوء المصادر التاريخية الصينية، وكما تهدف الدراسة إلى فحص تلك النصوص ومقارنتها وتحليلها.