جعلت الحكومة المصرية من مكافحة الفساد أولوية أساسية لها، ويسر الحكومة الأمريكية – من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية -دعم هذا الجهد من خلال شراكتنا المتميزة مع هيئة الرقابة الإدارية، ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية. من خلال عملنا سوياً، لدينا القدرة على بناء مؤسسات أكثر كفاءة وأعلى شفافية فى مصر. وكماقالت السيدة/ سامانثا باور رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مؤخرًا: “إن الفساد هو فى الأساس فعل عكسى مضاد للتطور.” إنه يضر بالتنمية الاقتصادية طويلة الأجل، ويثير مخاوف استثمارات القطاع الخاص، ويزيد من عدم المساواة، بل إنه يضر بالبيئة. لا يمكن تحقيق رؤية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المتمثلة فى خلق اقتصاد أكثر شمولاً وتنافسية لصالح جميع المصريين دون القضاء على عبء الفساد على الفئات الأكثر ضعفاً. من خلال مشروع الحوكمة الاقتصادية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ندعم جهود هيئة الرقابة الإدارية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وتعزيز مسار التحوّل الرقمى لرفع جودة الخدمات المقدمة وتيسير الوصول إليها، وإنفاذ مبدأ المساءلة. خلال نوفمبر الماضى، كان من دواعى سرورى أن ألتقى بالجيل القادم من القادة فى مجال مكافحة الفساد خلال مؤتمر النموذج الأول لمحاكاة مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. حيث تم تنظيم المؤتمر من قبل مشروع الحوكمة الاقتصادية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية وجامعة القاهرة. شارك 140 طالب وطالبة من جامعة القاهرة فى تنفيذ نموذج المحاكاة حيث أصبح الطلاب ممثلين عن الدول المختلفة واتخذوا أدوار الخبراء الدوليين لإجراء المناقشات الحيوية حول جوانب مكافحة الفساد. لقد شاهدت كيف اقترح الطلاب عدداً من التدابير والسياسات المدروسة ال ازمة لبناء عالم خالٍ من الفساد وأُعجبت بمدى حماسهم والتزامهم لإحداث التغيير المنشود. قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية بدعم ورعاية 15 طالباً ممن شاركوا فى نموذج المحاكاة للحضور والمشاركة الفعلية فى المؤتمر الرسمى للدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والذى تم عقده فى مدينة شرم الشيخ. فى كلا المؤتمرين، عرض الطلاب أفضل ما يتسم به شباب مصر وهو: الذكاءوالتفانى والشغف والمهارات. لقد أثبتوا بالفعل أنهم قادرون على أن يصبحوا قادة المستقبل وقوة الدفع لجهود مكافحة الفساد فى بلادهم. وبناءً على نجاح هذه المبادرة المتميزة، تعتزم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية توسيع نطاق التعاون مع هيئة الرقابة الإدارية وتكرار هذا المؤتمر النموذجى فى الجامعات المصرية الأخرى. فى الختام، أود أن أتقدم بالشكر لشركائنا وجميع الشباب فى مصر ممن شاركوا فى هذا المسعى وأتطلع إلى مواصلة العمل معهم فى السنوات المقبلة للحد من الفساد.