هذه الدراسة مستخلصة من رسالة دكتوراه تحت المناقشة تتناول تاريخ الملكية العقارية بالوادي الجديد (الملكية الخاصة للأراضي)، مع بعض النظم القانونية المصاحبة لنظام الملكية والمؤيدة والمدعمة لها، وذلك من خلال البدء بتاريخ وماهية الواحات بمحافظة الوادي الجديد، وأحوالها عبر العصور القديمة التي سبقت الفتح الإسلامي، ثم في عصور ما بعد الفتح الإسلامي، وذلك من خلال استقراء ما كتبه المؤرخون العرب القدامى وبعض المستشرقين من الإفرنج من ( إدارة وحكم – طبقات اجتماعية وأعيان – وتشريع وقضاء) كأنظمة قانونية مصاحبة ومؤيدة لنظام الملكية، مع الاشارة إلى زراعات، ومياه متفجرة من عيون وآبار، وكذا الوثائق وحجج الملكية، في محاولة لاستنباط بعض الأحكام والقواعد من مصر عامة كونها الوطن الأم التي تحتضن هذه البقعة الطيبة من أرض الوطن.        تناولنا أيضا أراء بعض الشراح من فقهاء القانون، والشريعة الإسلامية وذلك من أجل إعطاء صورة عامة، وكاملة من شأنها المساعدة في استخلاص معطيات تؤصل للنظم القانونية وأوضاع الواحات وتوثيقا لتاريخها العظيم والذي قد يُهدد بالاندثار مع تواتر الأجيال، إذا لم يتم حفظه وتوثيقه ودراسته.        وبناء عليه استندنا إلى بعض أسس علم الاجتماع والعلوم السياسية في فكرة الدولة والمدينة ونشأة المجتمعات المستقرة، والنظم الحاكمة خلال العصور المختلفة، مع الأخذ في الاعتبار ندرة المصادر التي تناولت الواحات في هذا الشأن، وذلك من خلال تحليل المتاح منها، ومحاولة استنتاج ما كانت عليه الأهالي والأمم المستوطنة لهذا الإقليم؛ حيث جمعنا أبرز أقوال المؤرخين على مر العصور بدءا من العصر الفرعوني والبطلمي والروماني، ثم الفتح الإسلامي بعصوره المختلفة، وصولاً إلى دخول العثمانيين مصر، وانتهاءً بعصر الدولة الحديثة والمعاصرة، لعلنا نساهم في فتح آفاق المستقبل نحو تطور تشريعي وواقعي يحفظ حقوق الأهالي في الملكية الخاصة للأراضي.           وسنكتفي هنا بإلقاء الضوء على الوادي الجديد في ضوء مشروعية الوقف وعقود الأراضي وحجيتها بعد الفتح الإسلامي لمصر.