تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التحليلية التفسيرية، واعتمدت على استخدام أسلوب التحليل من المستوى الثاني "Secondary analysis"، لرصد وتحليل الاتجاهات الحديثة في دراسات وبحوث استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصحافة إلى جانب توظيف أسلوب المقارنة المنهجية، وذلك بالنسبة للدراسات من عام 2010م وحتى عام 2022م.
واشتملت عينة الدراسة التحليلية على (118) دراسة، من بينها (97) دراسة باللغة الإنجليزية وهو ما يمثل نسبة 82.2% من إجمالي العينة، و(21) دراسة عربية بنسبة بلغت 17.8%.
ومن أبرز نتائج الدراسة، إجماع الباحثين على طبيعة وحجم التحول الناتج عن الصحافة المستعينة بتقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وتتعدد مجالات الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي لتشمل: تقنيات الدردشة الآلية "المساعد الافتراضي"، والتوصيات الآلية عبر شبكات البث الرقمي، والمذيع الآلي، وتحليل البيانات الضخمة، وطائرات التصوير بدون طيار، وصحافة الروبوت، والتعامل مع الأخبار المزيفة، والطباعة الثلاثية.
وأكدت نتائج الدراسة أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الصحافة المستعينة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تنقسم إلى تحديات داخلية وأخرى خارجية، وبالنسبة للتحديات الداخلية أوضحت الدراسات أن أهم التحديات التي تواجه الصحافة الآلية تتمثل في: نقص الخبرة والمهارات اللازمة لإنتاج محتوى آلي، وكذلك ما يتعلق بالتعاون بين الإدرات والأقسام المختلفة داخل المؤسسات الصحفية أو مع المحترفين مثل المبرمجين، فهذا التعاون المنتظم غير متاح في كل المؤسسات الصحفية، وبالتالي تعتمد بعض المؤسسات على الأدوات والتقنيات العامة والتي تعد محدودة في إمكاناتها، وكذلك عدم الاهتمام من قبل المؤسسات الصحفية بالاستثمار في الصحافة المستعينة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. أما التحديات الخارجية فتتمثل في: إعادة توجيه المعايير والقيم المهنية الحالية للصحفيين، كما يمثل عدم توافق البنية التحتية الرقمية الحالية مع أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي عقبة أخرى في غرف الأخبار، وأكدت الدراسات ضرورة تحديد دور وممارسات الصحافة المستعينة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في إطار السياق العام للدولة؛ لفهم العوائق والمشكلات التي تواجهها.