لقد طمحت هذه الدراسة إلى أن تكون تطبيقية، لكنها عدَلَـت عن ذلك؛ لأن هذا الفرع اللساني قلّما طُرِح في جامعاتنا العربية، وأول مرة يُطرَح داخل جامعة بنها، بل تكاد تكون الدراسة الأولى التي تُطرَح في مؤتمر علمي داخل الجامعات المصرية؛ ولذلك كان لا بد من سلكِ مسار آخر، نعـرِّف فيه القارئ العربي، ولا سيما المصري، بهذا العلم الحديث، وذلك من خلالِ ثلاثةِ محاورَ رئيسةٍ، نبيّـن من خلالها أهمية هذا العلم الذي خرج من رحم اللسانيات التطبيقية، ودور عالِم اللغة في التحقيقات الجنائية. المحور الأول: علم اللغة القانوني ــ أسسه الغربية، مع تقديم مقترَح للخروج من أزمة المصطلح العربي لهذا الفرع اللساني. المحور الثاني: علم اللغة القانوني ــ إرهاصاته العربية. المحور الثالث: مستقبله في الوطن العربي، مع تقديم مقترَح لتدريس مداخله لطلاب كليات الحقوق. فإذا كان هذا المؤتمر يسعى إلى تحقيق الاستفادة من العلوم الإنسانية؛ لتحقيق تنمية مستدامة على مختلف الأصعدة، فلن يتحقق ذلك إلا بمد جسور التعاون والتكامل بين العلوم والمعارف المختلفة، وذلك من خلال دراسات بيـنيّة توسِّع مداركَ طلابِ الدراسات العليا من جهة، وتحقق أهداف المؤتمر من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة تقدم حلولا لبعض المشكلات المجتمعية، لمساعدة كل من يعمل بالمجال القانوني؛ من أجل تحقيق العدالة، وتطبيق القانون، بما يضمن للمجني عليه حقَـه، ويضمن للمتهم تحقيقات ومحاكمة عادلتَـين. وترجو هذه الدراسة أن تكون إحدى الدراسات البينيّة التي تحقق أهداف المؤتمر. ومن ثَم تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عن تساؤلات القارئ: ما أوجه التداخل والتكامل بين اللسانيات والقانون؟ وما دور اللساني في المجال القانوني والقضائي؟