يعد المناخ مكوناً أساسياً للأنظمة الداعمة للحياة على سطح الكرة الأرضية، إلا أن التغيرات المناخية الهامة وما رافقها من تدمير هائل للأنواع الحياتية وانقراض معظمها وضع الجنس البشري في تحدٍ هام مع الطبيعة، ومع بداية الثورة الصناعية بدأ الإنتاج الزراعي والصناعي بالتزايد، والذي اقترن بزيادة استخدام الوقود الأحفوري (النفط، الغاز، الفحم الحجري) ومن ثم ازدياد انبعاث الغازات الحابسة للحرارة التي ساهمت في رفع درجة حرارة الأرض معلنة بداية الخطر الذي يهدد حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى من خلال ارتفاع درجة حرارة الأرض، وميل المناخ نحو التغير. وتشير الدلائل إلى تغير المناخ الماضي وهناك جملة من البيانات الرصدية تؤكد ذلك وتمكننا من تفهم الكيفية والسرعة التي حدثت بها هذه التغيرات والتي ساهمت في التأثير المباشر على حياة البشر وصحتهم من خلال تأثير عناصر المناخ في (موجات الحر والأشعة فوق البنفسجية وحوادث الطقس المتطرفة)، أو غير مباشر من خلال دور المناخ في إحداث تغيرات في الأنظمة البيولوجية والجيوكيميائية الأخرى
وعلى الرغم من كون العالم العربي أحد المناطق الجغرافية التي تعتمد بصورة أكبر على الاستهلاك وليس التصنيع إلا أن مسألة التغيرات المناخية قد أثرت بالسلب عليها تماما مثل باقي دول العالم الأمر الذي يستدعي معرفة دور الدول العربية وكذلك الجامعة العربية في كيفية مواجهة تلك التغيرات المناخية والعمل على الحد من تأثيراتها السلبية