الحلقة المقطوعة في تاريخ النحو العربي ، هي حلقة انتقال جهود مرحلة النشأة والتأسيس من بداية العلم على يد أبي الأسود الدؤلي مرورا بتلاميذه وتلاميذ تلاميذه إلى أن خرج كتاب سيبويه ، فانتقل النحو فجأة من مرحلة النشاط الشفهي والتدوين الجزئي إلى مرحلة المدون العملاق كتاب سيبويه ، وهذه الحلقة المقطوعة يتجاوزها كثير من الدارسين ولا يعطونها حقها من العناية والدرس .
طرح البحث رؤيته للقضية في بعض جوانبها مما وقع اليقين فيه ، وفي بعضها الآخر طرح البحث مجموعة تساؤلات تركها مفتوحة لباحث آخر قد يتوفر له الوصول إلى إجابة قاطعة عما حدث لنا الشك فيه ، وقد تم عرض ذلك من خلال المباحث التالية :المبحث الأول - مسيرة النحو العربي قبل سيبويه .المبحث الثاني - مصطلحا : النحويين ، والنحويين المتقدمين .المبحث الثالث – علاقة كتاب سيبويه بالمؤلفات النحوية قبله .المبحث الر ابع - مشافهة سيبويه للأعراب .
ومن خلال هذه المباحث الأربعة تبين للباحث : حرص سيبويه على عدم إظهار الكتاب في حياته ، الفارق العلمي بين مستوى كتاب سيبويه وما عليه شخصية سيبويه العلمية ، وقوع بعض مؤلفات عيسى بن عمر في يد سيبويه واستفادته منها ، لم يرحل سيبويه للأخذ عن العرب كما فعل شيوخه . وضعت الدراسة سيبويه حيث يستحق في مراحل تاريخ النحو العربي ، وأن فضله كان في قربه من علماء مرحلة التأسيس ، فوعى عنهم ما وصله منهم خاصة كتب عيسى بن عمر وما شافه فيه بعضهم وأضاف لكل ذلك اجتهاده الشخصي .