كثيرة هى الكتابات التى تحدثت عن أحوال الدولة الإسلامية زمن الخلافة العباسية خلال فترة العصور الوسطى مجملا وتفصيلا ، ولكن على الرغم من ذلك الكم الهائل من الكتابات إلا أنها لم تلمس بالدراسة عن كثب كيانا هاماً ذا قيمة عاش في كنف المجتمع الإسلامي ،  ونقصد به طائفة المسيحيين الأرثوذكس بالشام ومنهم السريان Syrian  وما لعبوه من دور في الحياة العامة والسياسية داخل مقر الخلافة ببغداد أو خارجها خلال القرون الأولى من عهد الدولة الإسلامية ، ومن هذا المنطلق جاءت أهمية هذا البحث والسبب في دراسته خاصة أننا لم نجد دراسات منفردة لهذا الموضوع حتى الآن،  فالسريان هم إحدى الطوائف المسيحية التى سكنت بلاد الشام منذ أمد بعيد وظلوا متمسكين بعقيدتهم الدينية حتى بعد الفتح الإسلامى وقد لعبوا دورا مؤثرا وهاما داخل البلاط العباسي ، إذ شاركوا في كثير من الأحداث السياسية التى جرت داخل الدولة الإسلامية خلال النصف الأول من عصر الخلافة العباسية ، ولاسيما في عهد الخليفتين المأمون ( 198- 218هــــ / 813- 833م ) والمعتصم ( 218- 227هـــ / 833- 842م) .