يُعد الأرناؤوط وهو الاسم الذى أُطلق على من جاءوا من أ -
وروبا
إحدى ولايات البلقان الواقعة جنوب شرق أ - إلى مصر منذ أن وقعت
تحت السيطرة العثمانية فى عام 923هـ/ 1517م ليصبحوا من رعايا الدولة
العثمانية سواء بها أو بغيرها من الولايات العربية التي وقعت تحت سيطرتها؛
وذلك بهدف الإقامة بها والبحث عن ُسبل العيش؛ ومما مهد لهم ذلك مشاركتهم
السياسية والعسكرية منذ انضمامهم إلى الجيش العثماني ومساعدته في السيطرة
على مصر ثم تخليص الأخيرة من براثن الحملة الفرنسية (-1213
1216هـ/1801-1798م) وأخي اًر الوقوف بجانب محمد على في الوصول
للحكم (1263-1217هـ/1848-1805م) ومن خلفه من سلالته، وسرعان ما
ازداد عددهم بمصر للإستفادة من إمكانياتها الاقتصادية، ومن ثم لم يقتصر
وجودهم بها مجرد كونهم جنود عسكريين ، وإنما سعوا إلى الانخراط في
المجتمع المصري والمساهمة في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي والاجتماعي
والثقافي .
ومن هنا تسعى هذه الدراسة إلى إبراز دور تلك الفئة في دعم النشاط
الاقتصادي والاجتماعي لاسيما في أحد ثغور مصر ذات الأهمية البحرية
التجارية ؛ وهو ثغر رشيد؛ خاصًة وأن الد ارسات التاريخية - في معظمها -
ركزت على دورهم في الحياة السياسية والعسكرية في مصر منذ العصر
حكم
المملوكي ثم العثماني وما تبعه من أحداث الحملة الفرنسية وصولاً إلى
محمد على وخلفاءه ومنها كتاب عبد الرحمن الجبرتي "عجائب الآثار فى التراجم
والأخبار" الجزء الرابع، فضلاً عن كتابات بعض المؤرخين المحدثين، وخاصة
دراسة الدكتور محمد.م. الأرناؤوط "الجالية المخفية: فصول من تاريخ الألبان فى
دكتورة : فايزة محمد حسن ملوك ، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد ، كلية الآداب
، جامعة دمنهور.
عدد 53يوليو 2019م
4
مصر"، المنشور بدار الشروق بالقاهرة عام فى 2018م ، والتى ركزت على
وجود الألبان من خلال تولى المناصب العليا فى مصر فى العصرين المملوكى
والعثمانى وصولاً لحكم محمد على باشا، وما تبع ذلك من دورهم العسكرى
والسياسى ثم العلاقات التاريخية بين مصر وألبانيا، وإسهامات الألبان فى الحياة
السياسية والثقافية فى القرن العشرين