تناول الباحث مصطلح السيمياء الذي يعنى بدراسة اللإشارات التي اتسمت بها القصيدة , ومدى تأثر الشعر العربي بهذا المصطلح حيث نقوم
بدراسة إجرائية تتمركز حول التناول السيميائي للاشتغال اللوني , حيث يعداللون مدركاً بصرياً يداعب عيني المرء إذا كان لوناً يستخدم بشكل عادي , لكن
اللون يداعب البصر أضعافاً مضاعفة , إذا منح لشيء لا يعرفه به , ومن هنا فإن الإد ارك اللوني في سياق النسيج الشعري يغدو شيئاً مهماً , وخاصة أن ثمة
وتزيينها لم علاقة واضحة بين الشعر واللون , وهي علاقة تقوم على رسم عوا بألوان متعددة , فإن اللون لا يصبح في النص الشعري ذا مدلول عادي , وإنما
يتنزل في النص الشعري ليصبح دالاً أو علامة شيء أخر , وإذا كانت السيمياء تركز بشكل محوري على العلامة بغض النظر عنها سواء أكانت
لغوية أو رم اًز أو مؤش اًر أو أيقونة , فإن اللون في هذا الإطار لا يمكن أن يكونعلامة لغوية فحسب , وإنما يغدو في بعض الأحيان علامة أيقونية والإشارات
التي ارتكز عليها الشاعر في شعره كسيمياء الألوان التي تجلت عند شاعرنا بشار ابن برد بالرغم من أنه لم يرى أي منها حيث ولد (أكمة) , فالسيمياء من
الأصباغ التي لها حضورها وخاصة الصبغة اللونية في الوصف الدقيق والذي يدل على نسق التعويض عن البصر الذي انعكس على الشاعر الأعمى . وقد
وعلاقتهما تطرقنا للألوان التي تجلت عند شاعرنا ابتدأً باللونين الأبيض والأسود بالعمي , ثم الأحمر , والأصفر , والأزرق , وعلاقتها بما يدور في أعماق
الشاعر من إشارات وعلامات خفية تستر الشاعر باللون دونها , فما كان من اللون وطرق استخدامه بصورة فنية إلا أن استخ ارج ذلك المكنون