إذا كان للقديم رونق خاص , فإن للجديد بريق لامع ومابينهما جسر موصول من نور الإبداع الأصيل , ولما كان النقد للقديم مهمًا لتعبيد الطرق , وبناء الأساس , فإن النقد للحديث خطوة جديدة حية فى تلك الطريق , وتكملة لذلك الأساس , وإيمانًا منا بذلك , وبدور الناقد فى مناقشة الأعمال للمبدعين الجدد رأينا أن نعالج نقدًا إحدى التجارب القصصية لإحدى الكاتبات من هذا الجيل ليكون إسهامًا فى تغطية جهود المبدعين المعاصرين, وربطهما بالنقد القديم ...
ولهذا الغرض جاء البحث في مبحثين رئيسين كالآتى :
أولاً : ملامح المذهب الرومانتيكى.
وعبره أبيّن الملامح العامة والخلفية الفلسفية للمذهب الرومانيكى ذلك المذهب العتيق , ومدى صلته بل وتشابكه مع المذاهب الأخرى من خلال عدة عناصر :
المذهب نتاج رؤية صاحبه وعصره.
ب- طبيعة المذهب الرومانتيكى
ج_ الرومانتيكية والكلاسيكية.
د_ خصائص الرومانتيكية.
وكما هو واضح من عناصر المبحث ، فإنى أعالج من خلاله طبيعة المذهب الرومانيكى مستعرضًا بشكل موجز خلفيته الفلسفية ، ومدى بعده وقربه من المذاهب الأخرى , محاولاً أن أستجلى بعض ملامحه المميزة والعميقة للوصول أخيرًا إلى خصائصه التى عليها تعتمد الدراسة عن القاصة فى المبحث الثانى , وهو :
ثانيًا : الرؤية الرومانتيكية فى مجموعة (للصفيح بريق خاص)
وفيه أعالج أبرز السمات الرومانتيكية فى مجموعة (للصفيح بريق خاص) للكاتبة شيماء زايد من خلال بعض نقاط وجدناها داخلة فى صميم التجربة الرومانتيكة متحققة فى المجموعة , وهى :
أ- جمالية الأبيض والأسود (الحنين الرومانتيكى)
ب- ترميم الخيال الرومانتيكى (ازدراء المعرفة)
ج- التمرد الرومانتيكى.
من خلال هذه العناصر يعرض البحث أغلب قصص المجموعة مستجليًا رموزها , محللاً لها , مقارنًا إياها ببعض التجارب الأخرى للتوضيح.
وعلى ذلك فقد اتخذت لهذا البحث المنهج التحليلى منهجًا رئيسيًا مع شيء من المقارنات والعرض التاريخى.