يتسم التاريخ الكردي بوعورة مسالكه واستعصاء مرتقاه ، لأنه يعاني فراغات توجد بين أجزائه ، فمن مواضيعه ما فقدت كبراها أو ضاعت صغارها ، أو ثكلت نتيجتها ، بحيث يعجز الذكاء الثاقب عن توضيح تلك المواضيع الغامضة ، وينبو البحث عن العثور علي ما ضاع منها ، وما سحب عليها الزمان ذيل النسيان .
ويعود سبب ذلك إلي إهمال العلماء الأكراد تدوين تاريخهم الكردي عصراً بعد عصر وحقبه ، بعد حقبه لأنهم لم يهتموا بتاريخهم برغم كونهم ألفوا الكثير من المؤلفات ، إضافة إلي ما دونه عنهم ابن الأثير والدينوري وابن خلكان ، ولكن كان اهتمامهم بالتاريخ العام وتاريخ الشعوب الأخرى أكثر من اهتمامهم بتاريخ الأكراد.
أما أبرز الذين ألفوا في التاريخ الكردي فهم قليل ، ومنهم ابن الأزرق الفارقي والأمير شرف خان البدليسي والعلامة محمد أمين زكي ، إضافة إلي بعض الكتابات الحديثة التي حاولت التركز علي تاريخ هذا الشعب ومدي معاناته من قديم الأزل حتى وقتنا الحالي.
وقد افتقر التاريخ الكردي في كثير من أجزائه إلي المعلومات الشافية ؛ حيث إن أغلب المؤرخين اكتفوا بذكر الحدث التاريخي دون شرح أو تحليل وجاءت معلوماتهم بصورة اعتراضيه.
أما عن تاريخ الدولة الشدادية الكردية في منطقة آران إحدى المقاطعات التابعة لإقليم أذربيجان وأرمينية التي تميزت بوجود مناطق سهلية خصبة إلي جانب المناطق الجبلية مما أدي إلي انتشار البساتين والقري الزراعية والمدن المزدهرة مثل آران وشروان وكنجة وغيرها مما جعلها متعددة الخيرات . وكان من أبرز حكام الشداديين الأكراد أبو الأساور شاور الذي لم يستطع في النهاية مقاومة الأتراك السلاجقة بزعامة طغرلبك فاضطر إلي أن يكون تابعاً لهم وحاكم باسمهم سنة 446هـ/1054م .