الفاعل هو المسند إليه فى الجملة الفعلية حيث يدل على من قام بالفعل، ويترك الفاعل ويؤتى بما ينوب عنه لأغراض لفظية كالإيجاز، والسجع، ومراعاة الفواصل، ومعنوية مثل كون الفاعل معلومًا للمخاطب حتى لا يحتاج إلي ذكره له، وكون الفاعل مجهولاً للمتكلم فلا يستطيع تعينه للمخاطب، ورغبة المتكلم في الإبهام على السامع، ورغبة المتكلم في إظهار تعظيمه للفاعل، ورغبة المتكلم في إظهار تحقير الفاعل، وخوف المتكلم من الفاعل، أو خوفه عليه، وعدم تحقق غرض معين في الكلام بذكر الفاعل، وقد اختلف العلماء فى حذف الفاعل، فمنهم من منعه وتشدد فى ذلك كالبصريين، ومنهم من أجاز حذف مطلقًا كالكوفيين، ومن العلماء من وفق بين الرأيين فأجاز حذفه إذا دل عليه دليل فى الجملة، ومنعه متى ما غاب هذا الدليل، فقد يحذف الفاعل للجهل به كقولنا (سُرق المتاع) عند عدم العلم بالفاعل لأنك لا تعرف السارق، ومن أبرز دواعى حذف الفاعل هو العلم به كقوله تعالىﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﮊ (النساء: ٢٨ ) أي: خلق الله الإنسان ضعيفًا، فدل المعنى على ذلك الحذف، وقد يحذف الفاعل للخوف منه أو الخوف عليه، كمن يقول: قُتل فلان، فلا يُذكر القاتل خوفًا منه أو عليه، وقد جاء الحديث فى هذا البحث عن حذف الفاعل وعلاقته بالدلالة فى العشر الأخير من القرآن الكريم دراسة تحليلية، فيحذف الفاعل إذا كان هناك قرينة أو دليل، ويكون لذلك الحذف أثرًا فى الدلالة.
أهداف الدراسة:
استخدام النحو فيما وجد من أجله، وهو جلاء النص دلاليًا، وإدراك مضمونه.
الوقوف على حذف الفاعل في العشر الأخير، وبيان الغرض البلاغي من حذفه.
بيان الخصائص التركيبية للغة العربية وخصوصيتها، فالقرائن هى التي تحدد المعنى المقصود من بين عدة معانٍ يحتملها التركيب النحوي في الجملة.
الوقوف على الخصائص التركيبية التي يتسم بها التركيب في الأسلوب القرآني المعجز في هذه الأجزاء المختارة مجالاً للبحث.