تعددت مناهج تحليل اللغة، بتعدد المدارس اللسانية في الغرب، فكانت المدرسة التحويلية التوليدية التي تم اختيارها في هذه الدراسة، وشاع أسلوبها في تحليل الجملة القائم على الثنائيات المتلازمة.
تعد نظرية تشومسكي المسماة بالنظرية التوليدية التحويلية أكثر انتشارا من غيرها، وانتقالا بين الأوساط اللغوية، ويعزى ذلك إلى أمرين، الأول: انتقالها بالدراسة اللغوية من مرحلة الوصف والتطبيق إلى مرحلة التفسير والتعليل، وفي هذا تطور و انتقال كبير في مجال الدراسات اللسانية، والثاني: قدرة صاحبها على التغيير والتبديل في نظريته من خلال تقبله للنقد وتوجيهه بما ينهض بالنظرية ويحسنها .
ويبدو أن الفيلسوف الفرنسي ( رينيه ديكارت ) المؤثر الأول في تأسيسها، فهو القائل إن الإنسان مهما بلغت درجة غباوته لا بد أن يكون قادرا على تركيب الكلمات وتأليف الكلام، فرأى تشومسكي أن الإنسان يتمتع منذ ولادته بالسليقة الفطرية التي تمكنه من امتلاك نظام لغته الأم وإتقانها في زمن قصير، كما تمكنه أيضا من تعلم أي لغة من اللغات".
جعل تشومسكي هذا مما يميز الإنسان عن الحيوان، لذلك فهو يرفض أن تكون اللغة رد فعل لمثير، كما قال( بلومفيلد)، بل يؤكد أن اللغة نتاج عقلي خاص بالجنس البشري، وهذا يتنافى مع كونها استجابة لمثير وحسب"، فالنظرية اللغوية بالمعنى الفني هي نظرية ذهنية؛ لأنها تختص باكتشاف الحقيقة العقلية الكامنة وراء السلوك "