تمثل مومياوات الحبوب أحد الصيغ الرمزية التي كان يلجأ إليها المصري القديم لإعادة الحياة والتجدد. وهي بشكل عام عبارة عن مومياوات ممثلة في الهيئة الأوزيرية، ويتراوح طولها بين 35 – 50سم، وتتكون من خليط من طمي النيل وحبوب القمح والشعير وربما غيرها من
الحبوب ملفوفة بلفائف الكتان المغطى بالشمع الأخضر (الراتنج) ، وفي بعض الأحيان أضيف إلى هذه اللفائف قناع من الشمع لوجه آدمي وكذا اللحية المقدسة والتاج الملكي (التاج الأبيض أو تاج الآتف)، وفي بعض الأحيان أيضاً وضعت على الصدر قبضة من الشمع ممسكة بصولجان وكذا أضيف لبعض المومياوات عضو ذكري وعادة ما كانت توضع تلك المومياوات
داخل توابيت
خشبية ذات رأس الصقر حورويحتوي التابوت في بعض الأحيان على أربع مومياوات صغيرة من الطمي والحبوب تمثل أبناء حور الأربعة وكذا كرات من الطمي والحبوب ونظراً لتشكيل التوابيت التي وضعت بداخلها تلك المومياوات في هيئة الصقر فقد عرفت في بعض الأحيان بشكل خاطئ كونها تحتوي مومياء لصقر وكذا بسبب حجم وشكل المومياء فهم خطأ أنها تمثل مومياوات لأطفال رضع تمثل تلك المومياوات أوزير في هيئة إله الحبوب "نبر" وترتبط بالطقوس الدينية السنوية لأوزير. ويوجد منظر لمومياء متبرعمة على الجدار الجنوبي لمقصورة أوزير العلوية في معبد فيلة تمثل على هيئة مومياء ذات رأس إنسان لها لحية مقدسة وشعر مستعار وتتمدد على قاعدة مستطيلة ويخرج منها عدد 28 ساق من النباتات التي تنتهي ببراعم صغيرة ويقف كاهن عند قدم الإله يسكب شراباً على هذه النباتات. وتقول النصوص المصاحبة للمنظر "تنشأ الحياة من هذا السر الغير معروف".