تزداد الحاجة إلى مدارسة علم المقاصد الشرعية والعناية به لكونه يمكن استخدامه في الخير والمعروف، وكذا لجلب الشر والمنكر والفساد إذا أُسيء التعامل معه واستُغل ضعف البحث فيه وخدمته، ولذلك صار من الضرورة الملحة البحث في هذا العلم ومدارسته وخدمته بحثيًّا، وكذا معرفة محتوياته ومضامينه، وامتلاك أدواته وآلياته وضوابطه، ليمكن التعامل مع هذا العلم الجليل بصورة حسنة، وبكيفية مرضية. ولمـَّا تنبه الباحثون إلى مكانة وأهمية علم المقاصد، وذلك لمعالجته كثيرًا من النوازل والحوادث، تعاقب الباحثون وطلاب العلم على تناول علم المقاصد بالدرس والبحث والتأليف. ومــن هــذا المنطلــق يجري هذا البحث ويعتني بهذا الموضوع ليكون عنوانه: (المقاصد الشريعة: مفهوما ونشأتها وأهميتها)، وتجري خطة هذا البحث على النحو التالي: المبحث الأول: تعريف المقاصد الشرعية لغة واصطلاحًا. المبحث الثاني: نشأة المقاصد الشرعية وتطورها. المبحث الثالث: تأصيل المقاصد الشـرعية من الكتاب والسنة والإجماع والمعقول. المبحث الرابع: أهمية المقاصد.