هدفت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على ظاهرة الفساد الإدارى الذى تعانى منه المنظومة الطبية فى مصر ممثلة فى مستشفيات القطاع العام؛ حيث تتعاظم انتهاكات حقوق المرضى ويتفشى الإهمال لدرجة اللامبالاة بحياة وأرواح هؤلاء المرضى وهو ما يعد قمة الفساد الإدارى والإنسانى أو النتيجة المباشرة له. وركزت الدراسة على العوامل المؤثرة على وجود وانتشار الفساد ومنها نمط القيادة السائد والحالة الاقتصادية كما ناقشت الدراسة واقع إعادة هندسة العمليات الإدارية (الهندرة) بالمنظومة الصحية كأحد أهم الآليات التى تهدف إلى معالجة الفساد الإدارى والقضاء عليه, وحاولت التعرف على فروق دراسة ذلك الواقع وإمكانية التطبيق وفقاً لبعض المتغيرات ومنها مدى وعى وإدراك القيادات بماهية إعادة هندسة العمليات وواقع السياسات الإدارية السائدة وواقع تدريب وتنمية مهارات العاملين.
وخلصت الدراسة إلى وجود علاقة طردية قوية بين كلاً من نمط القيادة السائد بالمستشفيات الحكومية والحالة الاقتصادية السيئة لمعظم العاملين فى هذا القطاع الحيوى وبين وجود وانتشار الفساد الإدارى والمالى بتلك المستشفيات. ووجود علاقة طردية قوية بين وعى وإدراك القيادات الإدارية بماهية إعادة الهندسة وتكنيكاتها, وواقع السياسات الادارية السائدة وتدريب وتنمية مهارات العاملين وبين القدرة على تطبيق إعادة هندسة العمليات الادارية بمستشفيات وزارة الصحة بنجاح.
وقدمت الدراسة حالة دراسية عن تطبيق آلية إعادة الهندسة على أقسام العيادات الخارجية والطوارئ بالمستشفيات الحكومية. واقترحت الدراسة مجموعة من التوصيات التى تساعد على تحسين أداء قطاع الصحة فى مصر كان من أهمها تقديم خطة زمنية مقترحة متوسطة المدى (24 شهر) لتحسين الرعاية الطبية الأولية والثانوية, والقضاء على الإهمال وعدم المهنية والفساد الإدارى والمالى بالمستشفيات الحكومية من خلال استخدام آلية إعادة هندسة. وقد شملت الخطة خطوات للقضاء على العوامل المؤثرة على انتشار الفساد بالمستشفيات العامة, وتعزيز للعوامل التى تساعد على نجاح تطبيق آلية إعادة الهندسة بها.