تعتمد المجتمعات المعاصرة على تكنولوجيا الحاسبات بقدر كبير؛ حيث لا يمكن تشغيل الحاسبات دون برمجيات، و البرمجيات (SW) تعمل يدا بيد مع مكونات الحاسب المادية (HW). هذا و قد اعتلت البرمجيات عرش صناعة الحاسبات و أصبحت الآن هى الأغلى، وبصورة تصل فى بعض الأحيان إلى عشرات الأضعاف، بل قد تزيد بعد أن ظلت لزمن طويل تلعب دوراً ثانويا بجانب الحاسبات بمكوناتها المادية . وقد ترتب على ذلك توافر الاسباب و المبررات للقيام بنسخ البرمجيات أو استخدام نسخ مقلدة غير مُرخصة (مُقرصنة) . تركز هذه الدراسة على معالجة حقوق الملكية الفكرية لبرمجيات الحاسبات بشكل عام و قرصنة البرمجيات بشكل خاص؛ فقد أصبحت قضية قرصنة البرمجيات من القضايا التى نالت قدرا كبيرا من الاهتمام فى الفترة الماضية ، لكن مما يؤخذ على هذا الاهتمام انه تم التركيز فيه على ُبعد واحد هو الُبعد الأمني،  ولكن الاهتمام الأمنى وحده لم يفلح فى مواجهة تلك القرصنة؛ لذلك فإن هذه الدراسة ترى ضرورة توافر رؤية تلك القضية من عدة أبعاد : أكاديمي، دولي، قانوني، سلوكي، أخلاقي، ديني، اقتصادي، إعلامى ... الخ.