تعالج هذه الدراسة الدفاعات النفسية التي تلجأ إليها شخصيات ألف ليلة وليلة؛ تحقيقا للتناغم والتوافق بين رغبات (الهو) ومتطلبات (الأنا الأعلى) ومقتضيات الواقع والظروف المعيشة؛ لتحمي ذاتها من المشاعر التي تهدد أمنها النفسي وتسبب لها الانهيار مثل القلق أو احتقار النفس أو الإحباط. فالدفاعات النفسية هي أساليب تكـيُّف لاشعورية حين تعجز الشخصية عن التغلب على العوائق وإشباع دوافعها بطريقة سوية واقعية. وهذه الدراسة حاولت تصنيف تلكم الدفاعات في حكايات ألف ليلة وليلة, بناء على سلوك الشخصيات واستجاباتها للمواقف, فكانت ثلاثة أنواع : دفاعات عدوانية, ودفاعات انسحابية , ودفاعات بنائية. وقد استعرضت الدراسة سمات الشخصيات التي صدر عنها كل نوع من الدفاعات النفسية في حكايات متنوعة , مفيدة من منهج التحليل النفسي الذي أرسى قواعده سيجموند فرويد، وتوصلت إلى مجموعة من النتائج منها أن الدفاعات النفسية هي تسويات تحدث في منطقة الشعور في الشخصية, تحمي بها نفسها من المشاعر المريرة, التي تتولد عن الصراع الناشئ بين ثورة النزوات والغرائز والذكريات المؤلمة في الهو , وضوابط الأنا الأعلى مركز الأخلاق والآداب, وتهديدات الأخطار الخارجية. وقد لجأت شخصيات ألف ليلة وليلة في حكايات متنوعة إلى ضروب من الدفاعات النفسية, في محاولة للسيطرة على مآزقها, وإيجاد حلول سريعة تحقيقا للتوافق, ومقاومة لاستلابها وهدر كرامتها.