الملخص
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن الإمام ابن أبي ذئب -رحمه الله- حاز على مکانة علمية کبيرة بين العلماء وأثنى عليه الکثير من العلماء کالإمام مالک والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم, حيث کان من کبار علماء أهل المدينة في عصره حيث تتلمذ على أيدى کبار الأئمة کعکرمة, وسعيد المقبري, وصالح مولى التوأمة, وابن شهاب الزهري, ومحمد بن المنکدر, وخلقاً سواهم. فکان من أوعية العلم مهيباً قوالاً بالحق عُرف بجرأته في أقواله کان يقول الحق في حضرة الأمراء لا يخشى في الله لومة لائم حتى أثنى عليه الأمراء أنفسهم قال فيه أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور: من أراد أن ينظر إلى خير أهل الأرض فلينظر إلى ابن أبي ذئب.
ولکن هذا الإمام لم يخرج له کتاب فکانت أقواله متناثرة في بطون الکتب وقد تناولت له في بحثي هذا مسألة مقدار صاعه في زكاة الفطر والذي وافق فيه جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة في أن مقدار صاعه خمسة أرطال وثلث وهو صاع رسول الله (ﷺ) كما قال عنه الإمام أحمد بن حنبل, وخالف الإمام أبو حنيفة وصاحبه محمد.
أما عن تقسيم البحث فقد قسمته إلى:
المطلب الأول: تعريفات مختصرة للمقادير الشرعية (الصاع- والمُد- والرطل)
المطلب الثاني: مقدار الصاع الواجب في زكاة الفطر.
نسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الکريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,,,