فموضوع هذه الدراسة هو( بيوتات الشعر من العصر الجاهلي حتى نهاية العصر الأموي، دراسة في آثار العوامل الوراثية والبيئية في الظاهرة الأدبية).

ونقصد ب(بيت الشعر ) ما تعارف عليه النقاد قديماً وحديثاً من توارث جذوة الشعر في البيت الواحد، من الآب إلى الأبناء والأحفاد ؛مما لخصه كل من أبي على الحسن بن رشيق القيرواني (ت 462هـ) عن ( بيوتات الشعر والمعرقين فيه)( ) " وفؤاد سيزكين بحديثهما عن ( أفراد بعض الأسر الشهيرة ممن نظموا الشعر) ( ) وغيرهم ( ) من أصحاب الدراسات الأدبية والنقدية، ومعاجم الشعراء، امتداداً للحركة العلمية التي شارك فيها بعض الباحثين، بجمع ما تناثر، وتبقى من أشعار القبائل العربية، في الجاهلية، والإسلام، وتحقيقه، ودراسته ...ونقصد بالعوامل الوراثية، في نطاق هذه الدراسة (مدى ما توارثه الأبناء عن الآباء والأجداد من صفات نفسية وخلقية، وما ترتب عليها من خصائص موضوعية وفنية في نتاجهم الأدبي ) والعوامل البيئية، في عرف هذا البحث، تعني مجموع العوامل الناتجة عن روح العصر الجاهلي وصدر الاسلام والعصر الأموي، وما ساد في هذه العصور من صراعات، وتقلبات، وتناقضات، سواء كان ذلك على المستوى القبليﱢ ، أو الفكريﱢ، أو الاجتماعيﱢ، أو السياسيﱢ، وانعكاس كل هذا علي صفحات أشعار هؤلاء الشعراء...