عرض القرآن الكريم غزوة حُـنيــن في أسلوب يغلب عليه الإيجاز في أغلب الأحيان، وسيحاول الباحث اقتضاب نتائج هذه الغزوة التي نص عليها القرآن الكريم مع الإشارة إلى الموازنة بين أصحاب التفسير النقلي والعقلي:
1- تحدّث المفسرون من الاتجاهين على أن نصر الله للمؤمنين لم يكن بسبب عدد ولا عدّة، فالنصر مسند إلى الله ، فإن النصر قد حصل بعد التمحيص وإنزال السكينة على رسول الله بعد أن علموا أن الكثرة لا تغني عنهم من الله شيئا، فالآية نص في أن النصر من عند الله وأن القلّة والكثرة ليست هي الفاصل بل نصر الله تعالى يتحقق مع القلّة كالكثرة إن توفرت شروط النصر، قال الله تعالى: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة، يعني: من مشاهد كثيرة وهو يوم بدر، ويوم بني قريظة، ويوم خيبر، ويوم فتح مكة، وخاصة يوم حنين، كما بيّنوا ثبات الرسول () والمؤمنين، وإمدادهم بالملائكة، والعذاب الذي وقع فيه الكفار بالسبي والقتل والأسر.
2- لم تختلف أقوال المفسرين أن الآية نزلت في غزوة حنين لورود النص بذلك.
3- اختلفوا في تأويل عطف الزمان وهو يوم حنين على المكان وهو المواطن، لكن أوله أغلب المفسرين من الاتجاهين بأن المراد: وموطن يوم حنين، أو في أيام مواطن كثيرة ويوم حنين، وقال البعض بأن المراد بالموطن الوقت كمقتل الحسين.
4- لم يتعرض أصحاب الاتجاه النقلي إلى الحديث عن عدد الجنود التي أيد بها النبي ، يوم حنين بل اكتفوا بذكر أنها ملائكة، قال ابن جرير الطبري: وأعانه الله بجنود من السماء كما جاء في الآية: وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا، وهي الملائكة.