لا شك أن عناصر البنية الدرامية لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فالصراع والحدث والشخصية والحوار وباقي العناصر الفنية الأخرى داخل النص المسرحي لهم الدور المهم في العمل الإبداعي، وكل منهم يسهم في إبراز الآخر، فالصراع الدرامي مسؤول عن حركة الحدث داخل النص، والحدث المسرحي مسؤول عن حركة الشخصية، والشخصية المسرحية مسؤولة عن حركة الصراع، والحوار مسؤول عن توضيح ملامح اللغة وأنماطها؛ كما أنه يكشف ويظهر العناصر الدرامية كلها، وكل ذلك يسير وفق خط فضائي يرسمه المتلقي في ذهنه وهو يقرأ النص المسرحي.
وبالرغم من تعدد الصراعات داخل المسرحية إلا أن الصراع الغالب من البداية وحتى النهاية هو صراع الحاكم وحاشيته الفاسدة.
وتعد المسرحية نموذجًا لتكامل العناصر والوحدات الدرامية وتجسيدًا لحبكة مسرحية متجانسة الأحداث والوقائع، إنها تجربة جادة ومعالجة فريدة من نوعها تختلف شكلاً ومضمونًا عما كتبه العديد من الكتاب والمؤلفين حول هذه الفترة التاريخية.
لقد استطاع السيد حافظ أن ينقلنا عبر تجربته إلى عالم خال من الشوائب، عالم العدل والمساواة ، وأن يرسم صورة من المثالية في شخصية الحاكم بأمر الله.