تعد مدينة جنزور من المدن الليبية القديمة، فقد عُثر بها على آثار تمثل نتاج الحضارة البونيقية والرومانية والبيزنطية، كما أنها من المدن الغنية بآثارها الإسلامية، وقد ساعد على ذلك موقعها على طرق القوافل المتجهة إلى بلاد إفريقيا، وأحد طرق الحجيج من وإلى بلاد المغرب الإسلامي، وتعد مدرسة عمورة من أهم العمائر الإسلامية بمدينة جنزور؛ لأنها في حالة جيدة من الحفظ، والوحيدة بين عمائر مدينة جنزور التي تشتمل على لوحة تأسيسية، تتضمن  الغرض من إنشائها، واسم المنشئ وتاريخ الإنشاء، مسجلاً بالأحرف والأرقام، كما أنها مثال جيد لعمارة المدرسة في ليبيا في العصر القره مانلي، التي استمدت تخطيطها وعناصرها المعمارية من طراز مدرسة عثمان باشا الساقزلي بمدينة طرابلس، التي ترجع إلى العصر العثماني الأول، وتجمع بين سمات عمارة المدرسة في بلاد المغرب، مع بعض تأثيرات العمارة  العثمانية، وهو ما سنوضحه من خلال الدراسة الوصفية والتحليلية التي يتناولها البحث.