تُعد الدراسات التي تناولت الورق "العربي" قليلة حتى وقتنا الحاضر، مقارنةً بالورق الإيطالي ذي العلامة المائية أو الورق الصيني؛ حيث إنَّ تنوُّع هذه الأوراق التي صُنِّعت واستُخدِمت خلال عدة قرون في نطاق جغرافي امتدَّ من الهند إلى البرتغال يجعل دراستها أمرًا عسيرًا. تعتمد هذه المحاولة التصنيفية على الآثار الموجودة على الورق والمتمثلة في الخطوط المسلسَلة الناتجة عن "القالَب" الذي يستخدمه الورّاق لصَبِّ عجينة الورق في الحوض المخصَّص لذلك. وترتكز الدراسة تحديدًا على الأوراق الموجودة في المخطوطات المنسوخة حتى سنة 1450 ميلادية (853 هجرية) والمحفوظة في مجموعات المكتبة الوطنية الفرنسية، خاصةً المخطوطات العربية والفارسية. وقد سُمِح باستخدام اثني عشر نوعًا من الورق، أتاح اثنان منهما بالفعل وضعَ فرضياتٍ جادة حول مكان تصنيعهما والمدة الزمنية لاستخدامهما؛ إذ نجد أحدهما في الغالب في المخطوطات المنسوخة في مصر (سواء المخطوطات الإسلامية أو المسيحية) بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر للميلاد (السادس والثامن للهجرة). أما النوع الآخر الذي لم يسبق أن اُستدلَّ عليه حتى الآن، فيدخل ضمن العديد من مخطوطات المكتبة الوطنية الفرنسية، تلك المنسوخة في بلاد فارس وأذربيجان ما بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر للميلاد (الخامس والسادس للهجرة).