بدا التصنيف النحوي في أول ظهوره صعب الفهم، إلا أن الملكة اللغوية وقتئذ كانت تتناسب مع طبيعته، ومع توالي القرون وظهور أجيال جديدة دعت الحاجة إلى تيسير النحو، مما أدى إلى ظهور عدد من المحاولات، هدفها الأساسي هو التعليم، ومع تزايد التعقيد والصعوبات في القواعد النحوية، ازداد الطلب على التيسير خاصة بعد أن بلغ التعقيد ذروته سواء في المنهج أو في القضايا الجزئية، حيث تحولت كتب النحو إلى ألغاز، مما أدى بدوره إلى إرهاق كل من الباحثين والمتعلمين.
وقد أصبح ابتكار عوامل من شأنها أن تسهل النحو ضرورة ملحة بين النحويين من أجل أن يكون تعلم القواعد النحوية وسيلة سهلة لتعلم اللغة العربية، وليس غاية صعبة المنال، وهذا ما اتبعته المدرسة الأندلسية، حيث أسهموا بكثرة في شرح كتب السلف ونظم المتون.
والجدير بالذكر أن ابن مالك كان له دور كبير في تيسير النحو وجعله قريبًا من المتعلمين، إلى الحد الذي أصبحت فيه كتبه مرجعًا لمن أراد أن يتعلم النحو، 
ولا شك أن التحليل النحوي له فائدة عظيمة، حيث إنه يهدف إلى إدراك معاني الكلام، وإلى معرفة أسراره ودقائقه، ولا غنى للباحث في النحو العربي عنه، فالتحليل النحوي له مكانة عظيمة وبالغة في مجال الدراسات النحوية، وفي هذا البحث سوف تتناول الباحثة تحليل الجزء الأول من كتاب "التذييل والتكميل في شرح التسهيل" لأبي حيان الأندلسي، وهو أحد الكتب التراثية المشهورة التي شرحت كتاب ابن مالك "تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد"، وأسأل الله التوفيق والسداد في تحليله.