يتناول موضوع البحث دراسة حرمة المساجد في الإسلام بالإضافة إلى حرمة انتهاك حرمات الموتى والمقابر، حيث حرص الإسلام على احترام الموتى وعدم التطلع إلى عوراتهم أو أذيتهم جسديا من خلال المشي على قبورهم أو تكسير عظامهم أو نبش قبورهم، إلا أنه تطالعنا بعض صفحات المصادر الإسلامية، أخبارًا وهي وإن كانت قليلة ونادرة، ومتناثرة، هنا وهناك بين ثنايا السطو، عن حدوث انتهاكات لحرمات بيوت الله وقبور موتى المسلمين وجبَّاناتهم خلال الصراعات السياسية والمذهبية المختلفة التي تلت وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم )، وهذا يدل بلا شك على انحراف في مسار البعض، عن قيم وتعاليم وجوهر الإسلام، وأصبحت في الوقت نفسه فرصة سانحة أمام أعداء الإسلام يلتقطونها للنيل من الدين نفسه، وتسعى هذه الدراسة الموجزة إلى تقديم أبرز الأمثلة عن بعض مظاهر هذه الانتهاكات بحق حرمة وقدسية المساجد وبيوت الله ومراقد الموتى والجبانات أيضًا، مع تأصيل لبداية هذه الظاهرة الممقوتة والمنهي عنها دينيًا، خلال القرنين الأول والثاني الهجريين/ السابع والثامن الميلاديين وهما القرنان اللذان يمثلان المرحلة التأسيسية الأولى للحضارة الإسلامية.