تناولت في هذا البحث سيمياء التمني في لامية ابن زيدون الأندلسي؛ حيث بدأت بتوضيح مفهوم السيميائية, وتعريفها لغةً, واصطلاحًا, ثم عرضت لاتجاهاتها, وبداية الدرس السيمولوجي شرقًا, وغربًا, ثم وضحت دور العلامات السيميائية في تحليل النص الأدبي, والكشف عن الدلالة, وفك شفراتها من خلال عناصر التحليل السيميائي المختلفة في قصيدة ابن زيدون؛ فتناولت شفرة اللون , وشفرات التباين, والتشاكل, وبعض الشفرات المرتبطة بالبنية اللغوية للقصيدة مثل: الشفرات الزمنية, وشفرة التناص، وشفرة الأسلوب الاستفهامي ؛ حيث شكّلت تلك الشفرات  علامات سيميائية اعتمد عليها ابن زيدون في توضيح دلالة التمني. وبتحليل أبيات القصيدة، والبحث في البنى العميقة للنص وفقًا للمنهج السيمولوجي توصلت إلى أن ابن زيدون استخدم تلك الشفرات للتعبير عن بعض الأفكار الفرعية كالشكوى، وطلب العفو، والتي أدت إلى الدلالة الرئيسة للنص؛ التي هي التمني، وقد خرجت في نهاية البحث بنتائج كثيرة، ولعل أهمها اعتماد الشاعر على شفرة اللونين الأسود, والأبيض, والتي عكس من خلالها شعوري الحزن, وعدم فقد الأمل, كما مثلت شفرات التباين, والتشاكل مضامين فرعية كثيرة عبرت عن التمني, وهذا ما جاء أيضًا في دلالة شفرات البنى اللغوية.