شهدت السنوات الأخيرة تنامي الحركات الاجتماعية والاحتجاجية الجديدة، والتي تناضل بالأساس ضد النظم الاستبدادية والسلطوية، مطالبة بتحقيق ركائز الديمقراطية، ونشر حقوق الإنسان. وقد بدأ الاهتمام بهذه الحركات، خاصة في دول الديمقراطيات الناشئة، بعد ملاحظة تغير نوعيتها وآلياتها؛ حيث انقلبت على الآليات السلمية كالتظاهرات والاعتصامات، واتبعت طرقًا وسُبلًا لا سلمية، تتمثل في عمليات حرق وهدم تستهدف المؤسسات المختلفة للدولة، لاسيما المؤسسات السيادية كالشرطة والجيش، وبالأخص في دول العالم العربي إبان الموجة الأولى من ثورات الربيع العربي. في هذا السياق، يحاول البحث تنظير وتحليل الاتجاهات الفكرية المرتبطة بمفهوم الحركة الاحتجاجية الجديدة، وفحص النظريات المفسرة لها، وذلك بالتطبيق على حركة البلاك بلوك، خاصة بعد ظهورها في المشهد السياسي المصري بعد ثورة 25 يناير 2011،  للتعرف عليها وتحديد مدى انتشارها، وذلك بالاعتماد على مقاربتي الثقافة السياسية ودراسة الحالة.