تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة رسم خارطة المنطقة العربية، وإقامة دويلات صغيرة مبنية على أسس عرقية ومذهبية لا تستطيع حماية نفسها، وذلك خدمة للأهداف والمصالح الأمريكية ولمصالح دول أخرى مستفيدة من ذلك التقسيم، كما وتسعى جمهورية إيران إلى بسط نفوذها على المنطقة، وهو التوجه الذي لا يقل خطورة عن الدور الأمريكي الطامع إلى الهيمنة والسيطرة في المنطقة العربية.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الشأن أن فقدان دول المنطقة العربية لعنصري التعاون والقوة الأمر الذي يمكن هذه القوى من فرض سياستها والتي تتوافق مع الطموح الأمريكي -الإيراني في الوطن العربي.  ويعد الواقع القائم الآن فرصة مناسبة من أجل إعادة تقسيم المنطقة العربية وفق تصور الدول المهيمنة والمستفيدة من تلك السياسات، هذا وفقاً لمشروع مكمل لخريطة سايكس-بيكو عام 1916م.  إن سعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى حل أزماتها الاقتصادية، وتدمير المقاومة في كل بلد عربي يحاول أن يعارض السياسة الأمريكية في المنطقة، يتطلب منها السعي للهيمنة على المنطقة العربية. الممتدة جغرافياً من العراق شرقاَ إلى المغرب العربي غرباَ والتي تشمل جميع الدول العربية.