تناولت الدراسة مصادر وأساليب استخدام إيران للقوة الناعمة،وقد تمثلت المشكلة البحثية في تحديد كيفية استفادة إيران من قوتها الناعمة في تعزيز نفوذها كقوى إقليمية، وذلك من خلال الاستفادة من المتغيرات الإقليمية والدولية ، وتمثل منهج الدراسة في منهج تحليل الدور، والذي تم استخدامه لدراسة السياسة الخارجية لإيران بالمقارنة بين ما يتكلفه أداء الدور من موارد وإمكانات وما يصحب تنفيذه من صعوبات أو مخاطر،وبين ما تحصل عليه من عائد.
وقد توصلت الدراسة إلي العديد من النتائج والتي تمثلت في نجاح إيران في تحقيق بعض الأهداف من خلال ما تمتلكه من قوة ناعمة، حيث استطاعت من خلال المكون الثقافي والذي يعد من أهم مصادرها من القوة الناعمة في مد النفوذ الإيراني في مختلف الدول في المنطقة، حيث تحاول من خلال هذه الأدوات تشكيل نخب سياسية، أو التأثير على النخب السياسية وقادة الرأي والشباب وطلبة الجامعات ليساعدوا في نشر الثقافة الإيرانية ، كذلك البعد الطائفي والذي استخدمته في استغلال حماس المتأثرين بالفكر الشيعي، خصوصاً فيما يتعلق بإلهامات الإمام الخميني في حمل الرسالة العالمية لتفعيل الثورة الحسينية المتمثلة في مقارعة الظلم والاستبداد والتسلط في دول العالم.
كذلك الإعلام الإيراني الذي استطاع أن يحقق تقدماً ملموساً في التأثير على الرأي العام الإقليمي والعالمي من خلال قنوات الاتصال المرئية والمسموعة والمقروءة ليثبت بذلك القدرات الهائلة التي تبذلها إيران لتصدير أفكار الثورة الإسلامية إلي جميع الفئات المستهدفة داخل إيران وخارجها ،كما استطاعت إيران أن تحقق نجاحاً ملموساً في ممارسة النشاط الدبلوماسي على المستوى الإقليمي والدولي، وهو ما جعل من إيران عضواً مهماً على مستوى العلاقات الدولية لا يمكن تجاهله،كذلك استطاعت إيران بناء تحالفات اقتصادية تقوي من الاقتصاد الإيراني وتساعدها على تسويق أجندتها الخارجية.