يحاول هذا البحث أن يقدم مفهومًا محددًا للدوال هو الكلمات والتعبيرات والصور التي انفردت بها سورة ولم ترد في غيرها من السور، فقد مثَّلت ظاهرةً تثير التساؤل عن السر في تكرار هذا النمط في سورة دون غيرها، وبعد التوفر على تتبعها وتعمق درسها تبين أنها دوال رابطة بين موضوعات السورة لتحكم نظمها بمعونة غيرها من الدوال التي قد توجد في غيرها من السور، لتخرج السورة كالصورة التي تتوزع في أرجائها مفردات وألوان متعددة متناسقة متآزرة جميعًا لتخرج عملا فنيا بديعًا أو البناء الذي يتكون من طبقات لها مداخل ومخارج ودرج وردهات وأبهاء وغرف ومرافق، لكل منها وظيفتها التي صممت لتناسبها وتخرج في النهاية معمارًا متناسقًا من النفع والجمال. وفي كل الأحوال لا مفر من وجود الروابط التي تربط بين هذه الأجزاء. وهذا ما تنهض به الدوال في القرآن الكريم. وقد تكون البحث من محاور خمسة، هي: الدوال الرابطة في القرآن الكريم، جداول فرائد الدوال من الألفاظ والتراكيب، نماذج مختارة من فرائد الدوال، من دوال سورة مريم، روابط القسم الأول، روابط القسم الثاني، ثم كانت الخاتمة. وقد التزم الباحث المنهج الوصفي القائم على التدبر والتحليل والتذوق المستعين بكلام السلف الصالح من المفسرين والبلاغيين.