القرآن الكريم منذ نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، قد أحدث ثورة لغوية ، بما أضفاه على اللغة من ثراء في المعنى ، وتطور في الدلالة ، وربما تحول في بعض الأحيان ، كالمفاهيم الشرعية ، فإنها تعتبر تحولا كاملا من الدلالة اللغوية إلى الدلالة المصطلحية الشرعية.
ومن قديم والعلماء يعتنون بالدلالة القرآنية لكلمات القرآن ، وبين أيدينا كتاب المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني شاهد على ذلك. 
والبحث يهتم بالدراسة المصطلحية، لأن الدراسة المصطلحية تعد مدخلاً أهم للدراسة الموضوعية ، بل هي جزء أصيل منها، كان الدرس الموضوعي للآيات التي وردت فيها مادة نصح ، أمرا مهما ومتمما للدرس المصطلحي.
وأنبياء الله عليهم السلام سادة الناصحين، فمن نوح عليه السلام ونصيحته إلى هود عليه السلام ونصيحته، فصالح عليه السلام ونصيحته وشعيب عليه السلام ونصيحته. ثم كانت سنة الله التي لا تتخلف في إهلاك الظالمين وإنجاء المؤمنين.
ثم سلك طريقهم في النصح أتباعهم من الصالحين المشفقين على أقوامهم.
ولا شك أنه كانت هناك نصائح كاذبة خادعة مثل ما كان من اللعين إبليس.