يهدف هذا البحث إلى الكشف عن قيمة الشواهد القرآنية في الوثائق الأزهرية؛ لِمَا تتسم به الشواهد القرآنية من دعم للأفكار، وترسيخ للمعاني، فعينُ القارئ تنظر إلى الشاهد، وتربط بينه وبين الكلام الذي استدعاه؛ ولذلك كان هذا البحث مهمومًا بالشاهد ليبين ما فيه من بلاغة تجمع بينه وبين الأفكار التي جاء من أجل تأكيدها؛ ولذا كان البحث يتناول الشواهد القرآنية، ويبين دورها في دعم الوثائق الأزهرية، فالوثائق ما هي إلا أفكار، وتأتي الشواهد القرآنية لتقرير الدلالة المقصودة منها في ذهن المتلقي، وترسيخها في نفس السامع، ترسيخًا يستدعي التأمل، واليقظة، والانتباه. ولما كان القصدُ هو لفتَ النظر إلى هذه الشواهد، ومدى ملاءمتها للأفكار، كان المنهج المناسب لدراستها هو المنهج التحليلي. وقد توصل البحث إلى عدة نتائج من أهمها: أن توظيف الشواهد القرآنية كان توظيفًا مناسبًا؛ حيث كان يسوق القارئ سوقًا إلى الدلالة المرادة من الآيات؛ ليؤكد على معنى التطابق بين الشاهد والنص. إن الفهم القاصر للآيات دعوة يستغلها أعداء الإسلام؛ لتشويه صورته، وتحريف مفاهيمه؛ ولذا تصدى الأزهر لمثل هذه التيارات المتطرفة، مبينًا الصورة الصحيحة للإسلام من خلال الوثائق، وأنه دين العدل والسلام والتسامح والمساواة، دين التراحم والتآلف والإخاء، دين يكفل للجميع حرية الرأي والاعتقاد.