هدف البحث إلى إلقاء الضوء على مكانة وقدسية بيت المقدس في حديث النبي                  صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال جانبين، الأول: كونه (أرض النبوات ومهبط الرسالات)، والثاني: (كونه منبع البركات في بلاد الشام)، وهذه المكانة والقدسية والبركة التى شملت ما حوله، قديمة ضاربة الجذور في تاريخ الأرض والبشرية؛ بدءاً بسيدنا آدم، مروراً بنوح، ثم إبراهيم، وصولاً إلى موسى، وداوود، وسليمان، ثم يحيى، وعيسى، وانتهاءً بهذا الخاتم للنبوة والرسالات محمد عليهم جميعًا الصلاة والسلام، ولقد حفل القرآن الكريم والسُّنة النبوية المطهرة ببيت المقدس ما لم يحفلْ بمكانٍ آخر بعد المسجد الحرام، وسرّ ذلك أنّ الله تعالى خصّ أماكن معينة بالتقديس الخاص به، فالبيت الحرام وكذلك المسجد الأقصى خاصّان لله تعالى، ليس لبشر حقّ الادّعاء بأنهما ملكه أو خاصيته، وقد اتضح ذلك في القرآن الكريم من خلال ربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى في بداية سورة الإسراء، ومع قداسة المكان يمتاز بيت المقدس وما حوله أيضاً بالبركة العظيمة، وأن البركة مغروسة فيه أرضاً ومسجداً، وهذه البركة غير مقيدة ولا محدودة, فهي شاملة لكل أنواع البركة، وهذه البركة ربانية ثابتة مستقرة، وسبب كون البركة في الأرض المباركة ذات البؤرة المقدسية، شاملة العالمين، لأن أكثر الأنبياء عليهم السلام بعثوا فيها وانتشرت في العالم شرائعهم التي هي مبادي الكمالات والخيرات الدينية والدنيوية. وقد انتظم هذا البحث في مبحثين تسبقهما مقدمة وتعقبهما خاتمة، فالمقدمة: تناولت فيها أهمية البحث وأهدافه، ثم خطة الدراسة، والمبحث الأول: التعريف بمفردات عنوان البحث، والمبحث الثاني: بيت المقدس أرض النبوات ومنبع البركات، ثم الخاتمة والنتائج، وخلص البحث إلى: أن بيت المقدس أرض النبوات والبركات، وأن إرث النبوة الذي اكتسبه المسلمون بإمامة نبيهم صلى الله عليه وسلم أنبياء الله جميعاً، هو أوكد إرث وأوثق حق بأن هذه الأرض هي للمسلمين دون سواهم، فأرض الأنبياء لا يرثها إلا الأتقياء. وأوصى البحث: بوضع الخطط العملية لدعم صمود وثبات المقدسيين، والعمل على تحرير أرض النبوات، كما أوصى بضرورة إجراء الأبحاث العلمية والمؤتمرات الدولية حول قضية بيت المقدس، لأن هذه الأبحاث والمؤتمرات تدق من جديد ناقوس الخطر، وتشعل ما عساه قد خبا وخمد من شعلة العزم والتصميم أمام العبث الصهيوني الهمجي الغاصب.